قصة: أبي العلوش وليلى عودة
رسوم: فرح نصراوي
ما بِكَ يا أورانوسُ حَزينًا؟ وَما لِيَ أَسْمَعُ لَكَ أَنينًا؟
لا تَزالُ عَلى حالِكَ مُنْذُ أَمْسِ، أَكُلُّ هذا لِبُعْدِكَ عَنِ الشَّمْسِ؟
لا، لا؛ لَيْسَ هذا السَّبَبُ. دَعْني، فَأَنا تَعِبٌ!
لَعَلَّ السَّبَبَ مِحْوَرُ الدَّوَرانِ؛ فَأَنْتَ تَغْزِلُ مُتَدَحْرِجًا أَمامَ الْجيرانِ.
لا، لا؛ لَيْسَ هذا السَّبَبُ. وَقَدْ قُلْتُ لَكَ إِنّي تَعِبٌ!
إِنْ كانَ السَّبَبُ أَنَّكَ أَبْرَدُ كَواكِبِ الْمَجْموعَةِ الشَّمْسِيَّةِ، فَعِنْدي لَكَ مِعْطَفٌ وَقُفّازٌ وَكوفِيَّةٌ.
لا، لا؛ لَيْسَ هذا السَّبَبُ. أَرْجوكَ دَعْني مِنْكَ، فَأَنا حَقًّا تَعِبٌ!
يا صَديقي، بُحْ لي لِأُهَوِّنَ عَلَيْكَ كُرْبَتَكَ، هَلْ نالَتِ الْكَواكِبُ مِنْ سيرَتِكَ؟
أجل، أجل؛ يَقولُ جيراني مِنَ الكَواكِبِ إِنَّ رائِحَتي كَالْبَيْضِ الْفاسِدِ!
هذا بَعْضُ حَديثِهِمُ السّائِدِ. أَوْضَحْتُ أَنَّ السَّبَبَ غِلافِيَ الْجَوِّيُّ؛
فَلِغازِ (كِبْريتيدِ الْهَيْدْروجينِ) فيهِ حُضورٌ قَوِيٌّ.
مَعَ ذلِكَ سَخِرَ جيراني مِنّي، وَبِحُجَّةِ الرّائِحَةِ نَأَوْا عَنّي.
لا تَحْزَنْ يا أورانوسُ؛ أَنْتَ كَوْكَبٌ عَريقٌ، وَاسْمُكَ عَلى اسْمِ آلِهَةِ الْإِغْريقِ.
تَحُفُّ مِنْ حَوْلِكَ سَبْعَةٌ وَعِشْرونَ مِنَ الْأَقْمارِ الْبَهِيَّةِ.
وَأَنْتَ ثالِثُ أَكْبَرِ كَواكِبِ الْمَجْموعَةِ الشَّمْسِيَّةِ.
سُمِّيَتْ أَقْمارُكَ عَلى أَسْماءِ شُخوصٍ في أَعْمالِ كاتِبَيْنِ،
هُما أَلِكْسَنْدَرْ بوبْ وَوِلْيَمْ شِكْسْبيرَ الْعَظيمَيْنِ.
يُسَمّونَكَ كَوْكَبَ عِمْلاقِ الْجَليدِ. وَبَعْدَ كُلِّ هذا،
أَلا تَظُنُّ بِأنَّكَ فَريدٌ؟ ثِقْ يا صَديقي بِنَفْسِكَ،
وَامْسَحْ عَنْكَ حُزْنَكَ.
شُكْرًا لَكَ عَلى هذا الحِوارِ الْماتِعِ، لَقَدْ سَلّى حَديثُكَ عَنْ قَلْبِيَ الدّامِعِ.